جامعة الزيتونه تكرم شيخ العربية “ناصر الدين الأسد” في يوم العربية

0
جامعة الزيتونه تكرم شيخ العربية “ناصر الدين الأسد” في يوم العربية

1121

 

نظمت اللجنة الثقافية في كلية الآداب في جامعة الزيتونة الأردنية ندوة تكريمية لـ ( شيخ العلماء) معالي الأستاذ الدكتور ناصر الدين الأسد ، وشارك في الندوة عدد من الأساتذة الذين أكدت أوراقهم دور العلامة ناصر الدين الأسد في خدمة اللغة والفكر العربي والإتساني .

وقد شرف العلامة ناصر الدين الأسد  مجلس التكريم بحديث عن طبيعة العصر الذي نعيشه مؤكدا أننا نعيش في عصر تحيط بنا المعرفة من كل جانب بخيرها وشرها فلا نكاد نخلص من معلومات معينة حتى تهاجمنا أخرى ، والتعامل مع هذه المعلومات أو المعارف بحاجة إلى شيء من التأني ، وقد وصف ناصر الدين الأسد هذه المعرفة بصفات منها : أنه عصر انفجار المعرفة،وعصر غلاء المعرفة، وعصر كتمان المعرفة .

وقد وقف العلامة ناصر الدين الأسد عند عصر كتمان المعرفة موضحا أن هذه الصفة للعصر يدركها كل من أراد أن يتخصص بعلوم الفضاء والصواريخ وغيرها من العلوم في الخارج فهو يمنع من دراسة هذه العلوم ، وبذلك نقرر أن هذه المعرفة مكتومة عن بعض الأفراد والشعوب .

وبعد هذا الحديث يقرر ناصر الدين الأسد أننا نعيش في عصر تداخل المعارف وتكاملها ، فالتخصص في موضوع واحد مدعاة لعدم تطوير الذات المتخصصة ، وأشار ناصر الدين الأسد في حديثه إلى نخبة من أصحاب المعارف العلمية المتخصصة الذين ضاقوا ذرعا بتخصصاتهم ، وذكر أن " اينشتاين" كان يحفظ الكثير من الشعر الإنجليزي ليرطب جفاف دراسته … وأكد ان هذا النوع من المعارف يكسب المتخصص رؤية وأفقا واسعا يساعده في التنقل بين المعارف دون مشقة .

د.عماد الزبن عميد كلية الآداب في الجامعة أكد في كلمته الترحيبية أن احترام العلماء واجب على الأمة ، فالأمم يقاس تقدمها بتقدير علمائها ومبدعيها ، وأكد الزبن أن تكريم العلماء سنة متبعة في جامعة الزيتونة الأردنية ، لأن هذا التكريم جزء أساسي في رسالتها العلمية ، فلا يكرم العالم إلا في مجالس العلم .

وأشار الزبن إلى علاقته مع أستاذه العلامة ناصر الدين الأسد واستفادته وزملائه من علمه ومنهجيته وأخلاقه السمحه وتواضعه ، وأكد الشرف العظيم الذي حظيت به جامعة الزيتونة لحلول شيخ العلماء فيها.

بينما أكد معالي د.محمد الوحش أن العلامة ناصر الدين الأسد هو الموسوعة العربية المعاصرة التي خدمت وما زالت ولا زالت  تخدم اللغة والفكر ، وأشار الوحش إلى أن ناصر الدين الأسد هو المعلم والرائد والقدوة علما وسلوكا لطلبته الذين علمهم ، وقد كان لكتبه عن الأدب الحديث في الأردن وفلسطين أثر في توجهه لدراسة مجلة النفائس العصرية في مرحلة الدكتوراة.وقرر الوحش أن كتبه المتعددة عن الشعر الجاهلي أسهمت في تفنيد حجج الديكارتيين العرب الذين أرادوا التشكيك في تراثنا العربي الأصيل .

وأشار د .عبدالقادر الرباعي في ورقته البحثية عن " جهود ناصر الدين الأسد في التراجم الأدبية" أن جهود ناصر الدين الأسد العلمية يعرفها القاصي والداني من أبناء العرأسد اأبية . وأكد أنه وزميله د. محمد حور قد شرفا بتحرير مجلدين ضخمين اقترب عدد صفحاتهما من ألف وخمسمائة صفحة تسابق على تسطيرها علماء كبار من كل الأقطار العربية والإسلامية تقديرا وإجلالا لعالمنا الجليل .

وأكد أن ناصر الدين الأسد خص بالترجمة نفرا من الشعراء والعلماء ، وما يميز منهجيته في الترجمة حرصه على إبعاد ذاته عمن يتحدث التزاما بالموضوعية العلمية ، فتتبعه كان صادقا وممتعا عميقا برغم البساطة التي يظهر عليها ، وكان يستعين في ترجمته بالمعاجم والكتب والسير ، فهو يتوخى الدقة العلمية لتحقيق فضوله العلمي ، واكتشاف المعرفة اليقينية في آن .

لذلك كان لا يتورع ناصر الدين الأسد عن ترجيح رأي على رأي ، وتصحيح أخطاء الباحثين بالدليل والبرهان .

ويصل د. الرباعي نهاية أن التراجم التي اعتنى بها ناصر الدين الأسد قديمة أم حديثة تحققت فيها فوائد جمة ، وكشفت عن ألوان جديدة من الفن الشعري والقصص والبحث التاريخي ، وأبانت عن الريادة ، كما جلت قضايا وأحداثا كثيرة كانت قبلها غائمة بل غائبة ، ثم انها أبرزت تفاعلا بين مسار الحياة الشخصية والهم السياسي والاجتماعي الذي كان مصدر قلق للمرحلة التاريخية .

وبين د.سمير قطامي أن ناصر الدين الأسد الذي تكرمه جامعة الزيتونة الأردنية هو واحد من أهم أعلام العربية ، والحديث عنه وعن كتبه التي بلغت أربعة وسبعين كتابا يحتاج إلى أعوام من البحث والدرس ، وأشار إلى جهوده في تأسيس الجامعة الأردنية رغم الصعوبات التي واجهته  ، وحرصه على مدها بالأساتذة من مصر وسوريا في بداية تأسيسها وأشار إلى مجلسه العلمي الذي ينعقد أسبوعيا ويحرص على حضوره طلبة العلم وأساتذهم ، ليتزودوا جميعا من معين علمه وثقافته وواسع خبرته والاستماع بفصاحة لغته وعذب أسلوبه ولباقته في التعامل مع الزملاء والطلبة ، وأشار إلى علاقة ناصر الدين الأسد بعميد الأدب العربي طه حسين ، وأكد أن د.ناصر الدين الأسد أشار في غير موضع أنه لم ينقض أفكار طه حسين ، بل درس الموضوع من جوانب مختلفة ، وكشف بأسلوب غير مباشر ضعف حجج طه حسين  .

ويقرر قطامي أن ما وسم كتابات ناصر الدين الأسد هو الروح العلمية المنطلقة عنده ، تلك الروح التي لم تقيده بتخصصه الدقيق ( العصر الجاهلي ) شأن معظم الأكاديمين الذين لا يغادرون حقول تخصصهم الضيقة ، بل جعلته يكتب في شتى العصور ويخوض في قضايا الأدب واللغة والتحقيق والدين والحضارة … الخ .

وتغيَّا الدكتور ماجد حرب في ورقته " تجريد العناية لإظهار الكفاية في منهج الشيخ البحثي" الوقوف على الركائز البحثيَّة التي انْبنى عليها منهج الشيخ الأسد، فتحدَّث عن المراوحة بين بين لعبتي التسليم والتشكيك؛ إذ كلُّ نظرية لا معْدى لها عن لعبتين؛ الأولى تسمَّى لعبة التسليم ، يقبل فيها الفرد النظريَّة، ويبحث في الطرائق التي تجعله يعمِّق فهمه لها، والثانية تسمَّى لعبة التشكيك ، يبحث فيها الفرد عن مثالب النظريَّة، وعن جوانب قصورها، وكلتا اللعبتين تفضي إلى حَراكٍ معرفيٍّ. ثمَّ تحدَّث عن الدعم البنيويِّ ، بما هو حالةٌ من تآزر الأدلَّة التي يجمعها الباحث من مصادر مختلفة، ليؤكِّد فكرةً أو ينفيها، أي حالة من الارتقاء فوق المتناقضات رومًا إلى فكرةٍ ذات بنيةٍ معضودة الأجزاء، وينجو الباحث من وهدة الذاتيَّة المفرطة، بما هي إصاخةٌ إلى هوى النفس، ويتدرَّج في معراج الموضوعيَّة العلميَّة الحقيقية، بمقدار أخذه بالدعم البنيويِّ، إذ به يبسط فهمًا يرتجي أنْ يقبله الآخرون. والكفاية المرجعيَّة، ركيزة ثالثة بسط فيها د.حرب القول مؤكِّدا أنها تعني أن يكون عمل الباحث كفيًّا، فيه مقنعٌ للقارئ وغنية عن غيره، فيُكتفى به ولا يُبحث عن غيره.

ودلَّل د.حرب ببراهين واضحة على أن منهج الشيخ البحثي انبنى على هذه الركائز، حتى غدا منهجا ذا فرادة ووفارة نقدية، متنكِّبا بذلك مفهوميْن هدَّاميْن يتهدَّدان البحث العلمي، هما "وَهْم الإجماع" ، الذي يعني أنْ ينظر الباحثون إلى فكرةٍ كما لو كانت أمرًا مسلَّمًا به مُجمَعًا عليه، فيحجمون عن أخذها بالنقد أو الدحض. والعنف المفاهيميُّ ، الذي يعني حثَّ الباحثين على التسليم بما توصل إليه العلماء تسليمًا مطلقًا، على نحوٍ يوهم بإطلاقيَّة المعرفة وواحديَّتها، وهو ضرب من ضروب استعمار العقول.

وقد عالجت ورقة د. زاهرة أبو كشك " الأدب والايديولوجيا عند ناصر الدين الأسد " وأشارت أنه بالنظر إلى حياة ناصر الدين الأسد وأعماله يستطيع الباحث أن يلتمس أن النواحي المشتركة بين الأدب والايديولوجيا فيها جميعا ، فهو مبدع مؤلفات تراثية تحمل ما تحمل من سماتها الفكرية والرؤى المنبثقة عن فهم واع للأحداث وارتباط القديم بالحديث ، فالايديولوجيا ترتبط بمقول العمل الأدبي ويحتضنها مضمونه ، كما ترتبط بالشكل التعبيري والالتزام في الموقف الذي يعبر عنه الناقد أو الأديب .

وقرأت الشاعرة نبيلة الخطيب قصيدتها " عاشق الزنبق " التي اختارها العلامة ناصر الدين الأسد كأفضل قصيدة شعرية قبل أعوام خلت .

أما د. صبحة علقم التي أدارت هذه الندوة التكريمية أكدت أن ناصر الدين الأسد ظاهرة لغوية فذة قد لا تتكرر استفاد من علمه العلماء  في المجالات المعرفية كافة لذلك يستحق التكريم من مجالس العلم وأهمها مجلس جامعة الزيتونة الأردنية .

وفي نهاية  الندوة التكريمية قدم الدكتور رشدي حسن رئيس الجامعه هدية تذكاريه ل( شيخ العلماء) معالي الأستاذ الدكتور ناصر الدين الأسد.