العلاقة بين طالب الترجمة والقاموس:طلاق بائن أم زواج كاثوليكي؟! ندوة حوارية في “الزيتونة”

العلاقة بين طالب الترجمة والقاموس:طلاق بائن أم زواج كاثوليكي؟! ندوة حوارية في “الزيتونة”

 

بحضور رئيس الجامعة، الأستاذ الدكتور محمد المجالي، وجمع غفير من أعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية والطلبة، ونخبة من المشتغلين بشؤون اللغة والترجمة في المملكة، انتدت جامعة الزيتونة الأردنية حول الصناعة المعجمية العربية في العالم العربي ومدى تعامل الطلبة والمثقف مع القاموس.

وافتتح الدكتور بلال عياصره الندوة بالقول، “مما لا يخفى على شريف علمكم، فإن المعجم، هذا المنجم الخضم، واليم العرمرم، هو الزي الرسمي الذي يزين المشتغلين بشؤون اللغة وشجونها، ويستر سوءاتهم على اختلاف ألوانهم. إنه ذخر اللغة وذخيرتها، وزاد المثقف وزوادته، في زمن التصحيف واللحن والتحريف، زمن يدعي فيه المتشدقون والمتنطعون والمتفيهقون حسن التجديف، فصار الفاعل منصوبا، والممنوع من الصرف من غير تصريف. وما يزيد الطينة بلة، عزوف المتعاطين للكتابة والإنتاج، في شتى ضروب المعرفة، عن المعجم، إذ عادة ما يكتفوا، للأسف الشديد، بما غرفوه من زادٍ مُعجمي خجول؛ يتم تداوُلُه ورسكلته، مثنى وثلاث ورباع، رغاء واجتراءا، مع تغذيتِه ببعض النُّتَفِ المعجمية المتناثرة والفنات الواهن والقصاصات الهشة، ليقدموا لنا- عنوة- منتجا ركيكا أكيكا عكيكا، وهذه صاخة، ما أفرز جيلا كاملاً من المتطفلين، يتغذى بعضُهم على أخطاءِ بعض، وهذه الطامة الكبرى، والضحية الأكبر من تلكما الصاخة والطامة، هي اللغة العربية المصون البتول، ومُعجمِها اللغوي الفصيح المليح، وهذا لعمري أدهى وأبكى وأغضب وأمر”.

واستضافت الندوة الأستاذ الدكتور تركي بني خالد، عميد كلية اللغات الأجنبية في الجامعة الأردنية وأستاذ علم المفردات والمعاجم فيها على مستوى الدكتوراه، وأستاذ الترجمة الدكتور سليمان العباس، مدير عام مركز أطلس العالمي الذي يصدر قاموس أطلس الإلكتروني والمطبوع، ورئيس تحرير دورية أطلس المحكمة المتخصصة في مجال الترجمة والصناعة المعجمة، والرئيس المؤسس للرابطة الأردنية للمترجمين واللغويين التطبيقيين، حيث تحدثا عن حال الإنتاج المعجمي الخجول في العالم العربي راهنا، لا سيما المتخصصة منها والاستخدام “الموسمي” للقاموس من قبل طلبة اللغة والترجمة وسواهم من طلبة العلم في شتى حقول المعرفة.

واستهجن الأستاذ الدكتور بني خالد الانفلات والعبثية في محاولات وضع القاموس.

وبدوره أشار الدكتور سليمان العباس إلى “تقصير المؤسسة الأكاديمية ومراكز التدريب في الترجمة التي بمجملها تتكاثر تكاثرا أميبيا، في تدريب طلبة الترجمة على الاستخدام الأمثل للقاموس، وتحفيزهم على ذلك تحفيزا صحيحا.

وأوصى ضيفا الندوة بضرورة إصلاح معجمي جاد، وتنمية لغوية شاملة، للمسح على جبين عربيتنا النزيف، كتأسيس حاضنة لمأسسة العمل المعجمي: صناعة وتسويقا، واسترداد هيبة الصناعة المعجمية العربية وثقافة استخدامها، بعدما نفد زيتُهما ونطفأ سراجهما.

وفي نهاية الندوة كرم عطوفة رئيس الجامعة الضيفين، بحضور نائب عميد كلية الآداب الدكتور محمد الطراونة وضيوف جامعة الزيتونة الأردنية من أساتذة اللغة والترجمة، شكرا لهما وعرفانا لما قدموه خلال الندوة التي لاقت استحسان الحضور، لا سيما الطلبة.